بين الخيانة والكفر

لم أستغرب رد الفعل الجزء شعبي ضد لجنة الظواهر الدخيلة المثيرة للاستغراب والشكوك. فاسم اللجنة كافي لزرع الريبة في نفوس الكثير من المتفتحين وايضا اسماء اعضاء اللجنة كفيلة برسم الملامح السوداء لمشروع هذه اللجنة الذي من المحتمل جدا ان يسلك طرق غير دستورية. هنالك من اعترض وهذا حقه وهنالك من أيد وهذا حقه ايضا وللجنة اعمالها التي تستوجب ان تتوافق مع روح الدستور.

من زاوية اخرى ,لاحظت في هذا الازدحام الفكري المتشنج بعض ردود الافعال الغير مقبولة اطلاقا من قبل بعض المعارضين لهذه اللجنة باتهام مؤيديها بالخيانة الوطنية وتشبيههم تحديدا باعداء الكويت في معركة الجهراء سنة 1920 المتمثلين بجماعة الاخوان بقيادة الدويش التابع لأبن سعود في الرياض.

المؤسف بالامر ان اشباه الليبراليين يصرون يوما بعد يوم بحربهم التشويهية على الليبرالية وذلك بتخوين كل من يخالفهم الرأي ,فشبهوا عضو مجلس الامة هايف المطيري في سنة 2008 بالدويش المطيري قائد جماعة الاخوان التابع لابن سعود في سنة 1920 وشبهوا فكر الاخوان الحرب-اسلامي التابع لابن سعود بفكر الجماعه الاسلامية السياسية المسالم بالكويت والذي نتحفظ على الكثير الكثير من مبادئه.

يا بشر, يا اشباه ليبراليين ان من تخونونهم وتضعونهم بخانة الاعداء هم بالنهاية كويتيون لهم ما لكم وعليهم ما عليكم وليس لاحد منكم, ايا كان وصمهم بعار الخيانة الوطنية او حتى تشبيههم بعدو قديم لوطني الكويت.

للاسف, هؤلاء الكتاب المتشوهين فكريا قد نجحوا بضرب عصفورين بحجر فقد ضربوا عصفور التيار الديني بأكمله بانه حسب ادعائهم نسخة طبق الاصل لفكر الاخوان اعداء الكويت قديما ومن ناحية اخرى ضربوا عصفور ابناء القبائل بشكل عام والمطران بشكل خاص فكانت تهمتهم فقط انهم ينتمون لنفس القبيلة التي ينتمي لها قائد جماعة الاخوان.

فبئس الكاتب والمكتوب.

بالتأكيد هذه اللجنة تحوم حولها الكثير من علامات الاستفهام او ربما بدأنا نتيقن من مخططها الغير دستوري لانشاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سيئة الذكر ولكن لن يصل بنا الحال لتخوين بعضنا البعض بسبب اختلافنا السياسي او الفكري او حتى الدستوري. لطاما استنكرنا تكفير الجماعات الاسلامية لبعض الشخصيات المتفتحة فكريا, فكيف بنا الان نمارس نفس المنهجية التكفيرية الاسلامية وذلك بتخوين بعض الشخصيات الدينية المتزمتة فقط لاننا اختلفنا معهم على لجنة.