من الصعب جدا تفادي استخدام دورات المياه العمومية اثناء تواجدنا خارج المنزل. خصوصا عندما نواجه تلك القوى الطبيعية داخل اجسامنا فنعجز عن كبت ثورتها مما يؤدي بنا الى اللجوء الى اقرب دورة مياه عمومية. ومن حسن الحظ ان اغلب دوراة المياه سواء كانت في الدوائر الحكومية او المجمعات التجارية او المطاعم تخضع -الى حد ما- للتنظيف بشكل مستمر وبدرجات متفاوته. يمكن للمستخدم ان كان يملك بعض الثواني المتبيقية قبل البدأ بالعمليات الطبيعية ان يختار احد انظف الكبائن الموجودة داخل دورة المياه وعادة ما تكون الاخيرة.
لكن حتى لو افترضنا بنظافة جميع تلك الكبائن وبلمعانها وبفوحان عطورها الربيعية العبقة, هذا لا يعني نهاية المشكلة. فما فائدة نظافة دورة المياه وخلوها من الروائح الكريه, لكن بمصاحبة بعض الاصوات المنبعثة من جارك/جارتك في الكابينة الجانبية؟
بكل صراحة لا شيئ. ناهيك عن الاصوات المنبعثة منك انت والتي تدعو الى الحرج الشديد خصوصا اذا تصادف خروجك وخروج جارك من كبائنكما في نفس الوقت, فتكون المواجهة الغير مرحب بها على الاطلاق من قبل الطرفين.
تلك الاصوات يمكن تصنيفها الى عدة انواع, فمنها التنهيدات التي يسببها التعب والتعسر الشديدين .ومنها سببه السقوط الحر لبعض المخلفات الانسانية حين ترتطم بمياه المرحاض ومنها الصوت الغديري حين يتمازج نوعان مختلفان من السوائل فيحدث ذلك الصوت المشابه لصوت جدول الماء عند نزوله من الاعلى الى الاسفل, ومنها تلك الاصوات الناتجة عن اهتزاز جزء ما في الانسان نتيجة خروج الهواء بسرعه عاليه منه, واحيانا يصاحب هذا الهواء جزئيات من مخلفات انسانية تؤدي الى زيادة التفرقع وعلو صوته مما يؤدي الى حدوث صدى داخل غرفة الحمام.
نلاحظ في ما سبق ان المستخدم لا يملك القوة الكافية لمنع تلك الاصوات المزعجة,بل يعجز حتى عن التحكم بمستواها, مع العلم ان اي محاولة منه/منها لمنع الاصوات قد تؤدي الى مضاعفتها. وعليه فانه غير ملام عليها -ولام والله من يلومه- ولكن هذا لا يعني غياب الحل عن تلك المشكلة.
من وجهة نظري الحل المناسب هو تشغيل موسيقى او اغاني او راديو الاف الام على مدار الساعة داخل دورات المياه العمومية لتشتيت انتباه المستخدمين عن بعضهم البعض وعدم تركيز كل مستخدم في اصوات جاره/جارتها.