الأحد، 19 أكتوبر 2008

لارأسمالية ولااشتراكية...اقطاعية اقطاعية

ردود الافعال الاعلامية والفكرية على المستوى الدولي والمحلي حول ازمة الاقتصاد العالمي كان فيها الكثير مما يثير الاهتمام والاعجاب, رغم وجود بعض ردود الافعال التي كانت مثار سخرية. ما يستحق الاشادة به هي تلك التي تدعو الى اعادة النظر بالنظام الرأسمالي والدعوة الى تطعيمه ببعض الافكار والمبادئ الاشتراكية لتكوين اقتصاد مزدوج يجمع من كل بستان زهرة وذلك املا بتوفير اكبر قدر من الامن الاقتصادي الوطني الى جانب العمل على جعل الرأسمالية اكثر انساية من وضعها الحالي حتى يكون الاقتصاد في خدمة الانسان لا العكس. وهذا ما يتوقعه المحللون لما يمكن ان يتبع بالولايات المتحدة على غرار الحكومات الاشتراكية الديموقراطية كالدول الاسكندنافية وبريطانيا واسبانيا كمثال ناجح لهذا النظام.




ايضا اثناء هذا المساجلات الفكرية الجميلة والاختلافات المثرية نجد من لايزال متمسكا, جهالة منه اولمصلمحة له, بالنظام الرأسمالي البحت. ممكن ان اتفهم هذا الطرح قبل ان تضخ حاملة لواء الرأسمالية, الولايات المتحدة, مليارات الدولارات لدعم السوق الامريكية, او قبل ان تأمم بعض القطاعات الخاصة, ولكن الان لا يمكنني افهم من مؤيدي الرأسمالية كنظام شامل الا امرين, اما انه عناد البغال او انهم مستفيدين من هذا النظام بشكل شخصي.




في الوقت نفسه, نود ان نطرح تساؤل عن ماهية النظام الاقتصادي في الكويت, ومخطأ او جاهل من يدعي برأسماليته او اشتراكيته. فالاجابة وللاسف الشديد تثير من الحزن ما تثير. فالاقتصاد الكويتي تمت صياغته على ايدي تجار انتهازيين محترفين قد اقتبسوا من الاشتراكية والرأسمالية ما يناسبهم وما يحطم كاهل المواطن البسيط.


فالنظام الاقتصادي المعمول به حاليا في الكويت ومنذ دهر, والذي يصلح ان نسميه بالنظام الاقطاعي كأنسب تسمية ,قد اخذ مساوئ الرأسمالية والاشتراكية, على سبيل المثال لا الحصر, اشتراكي باحتكاريته وبتدخل الحكومة الدائم لدعم كبار التجار المحليين في كل صغيرة وكبيرة عن طريق الضخ الديناري او بتشريع القوانين التي تزيد من حجم خزائنهم, ناهيك عن كعكة المناقصات الكبرى التي يتم الاقتطاع منها بشكل دوري بين التجار وتوزيع الوكالات العالمية على مبدأ الاقربون اولى بالمعروف الى بضعة أسر تتوارثها جيل بعد جيل حتى يتم احتكارها والتحكم باسعارها مما ادى الى قتل الابداع والابتكار كأحد المبادئ الحسنة للرأسمالية. من الجانب الاخر نجده رأسمالي بالتسهيلات التي تقدمها الحكومة كالاعفاء عن دفع الضرائب الباهضة للمشاريع الاستهلاكية اللا انتاجية بالاضافة عدم الالتزام بتوظيف المواطنين وترك حرية الاختيارلأصحاب الشركات بين الموظف الاجنبي والموظف المحلي مما ادى الى فقدان الموظفين الكويتيين بالقطاع الخاص ابسط حقوقهم.




باختصار كبار التجار\الاقطاعيين بالكويت احتمالية خسارتهم التجارية شبه معدومة في ضل هذا النظام الاقتصادي المسخ.


النتيجة ,ماهو حاصل وبائن للكل, خدمات متردية باسعار باهضة الثمن ,وكروش التجار تزداد في تضخمها من الدنانير الممتصة من جيوب المواطن البسيط . فهل مازال كبار التجار بنظركم تجارا حقيقيين؟ بوجهة نظري صفة تاجر بعيدة كل البعد عنهم فما هم الا اقطاعيين يمتصون دماء الشعب بكل خساسة.




باعتقادي البيئة الاقتصادية النتنة بالكويت لا يحلم بها اي تاجر جشع, فلو افترضنا تطبيق نظام اقتصادي عادل في الكويت يكفل المنافسة التجارية وتوفير مبدأ تكافؤ الفرص الى جانب فتح الباب امام التاجر والمستثمر الاجنبي وغيرها من المبادئ الاقتصادية النبيلة وبرقابة حكومية متحضرة, عندها يمكنكم رؤية مشهد تساقط ما يسمى بكبار تجارالكويت الى هاوية الافلاس والخسارة في ظل سوق تنافسي حقيقي.




فكرة الخلط بين الانظمة الاقتصادية في الكويت فكرة جميلة ولكن يجب ان نضمن حقوق المواطن قبل التاجر. ما ندعو اليه حقا هو نظام يكفل حق الطبقه الوسطى و يلزم التاجر بالمنافسه و الربح من دون أن يكون للفساد و الجشع دور في زيادة ارصدته في البنوك و دون المساس بالعدالة الاجتماعية و عدم انهاك الطبقه الوسطى,بل المحافظة عليها وتوسعتها قدر الامكان. يستوجب علينا الا نمارس الرأسمالية لرأسماليتها ولا الاشتراكية لشتراكيتها, لكن يستوجب علينا ان نمزج من هذا وذاك وغيره, لتكون مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.


***




اخيرا, حفل الزار الذي يقيمه حاليا الاسلاميين كدعاية للاقتصاد الاسلامي والترويج له كبديل للرأسمالية بعد فشلها الاخير انما يدل على كذبة جديدة وافتراء من قبل هذه المنظمات الدينية. فالاقتصاد الاسلامي ما هو الا نظام رأسمالي ولكن بلحية سوداء طويلة. ونود ان نذكر عشاق هذه الجماعات ان البنوك والشركات الاستثمارية الاسلامية حول العالم لم تنجو من الازمة الاخيرة وما جنب,الى حد ما, البنوك والشركات الاستثمارية في الخليج من الازمة هو وجود النفط وبقاء ارتفاع اسعار العقار في المنطقة, وليس لأسلاميته.

هناك 18 تعليقًا:

شرقاوي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
شرقاوي يقول...

أحسنت القول يا عزيزي راعي التنكر،

مشكلتنا في الكويت عندنا عقدة العظمة، من زمان.

دائماً نقارن انفسنا ببريطانيا و امريكا. بالزينة، و بالشينة.

ما يعقد المسألة عدم سن القوانين الإقتصادية ذات المقاييس الدولية. معظمها مفصل تفصال على قد أصحاب الحظوة.

ولا اكو سلطة، حسب ما هو ظاهر للتاس، ماكو سلظة تراقب السلوك في الأسواق. هذا إذا كانت هناك سلطات عندها هذا النوع من المسؤولية.

الحكومة اللي ما قدرت تلقي القبض على عامل آسيوي واحد متلبس بسرقة غطاء مانهول واحد. و لا تعرف أين تذهب الأموال التي يتم جمعها بالأكشاك المنتشرة في الديرة.

هذي نفس الحكومة اللي مهمتها مراقبة فوضى السوق و التاكد ان التشريعات تطبق على ما يرام.

نحمد الله أن النفط مازال يتدفق، و لو بنصف سعره السابق.

النفط، بما يحويه من زيوت، يدهن سيور الجميع. و لا تسمع صوت غريب. أو صوت نشاز، إلا ما ندر.

ما نبي النفط و معاشه
صرنا للعالم طماشة

و الله يرحم فهد بو رسلي.

nEo يقول...

مقال جميل يحمل فكرة واضحة و صريحة و مثيرة للجدل و النقاش

بعد اذنك سوف انشر رابط لها في مدونتي

غير معرف يقول...

klam sleem 100%

lakin b rayik lo 9ar 7sab el 7bayib ele tkalamt 3anhom 1000000000000000000000000000000 K.D b tafrig ma3ahom ???

ana ma a3tiqid

al mohim ebadat jyoob al6abaqa el wos6aa

3sak 3al gowa

راعي تنكر يقول...

شرقاوي
شكرا عزيزي
اثني على تعليقك الجميل لكني اتحفظ على مصطلح فوضى السوق. من وجهة نظري السوق الكويتي منظم لأقصى درجة ولكن للاسف بطريقة لا تخدم البلد بل قوى معينه.
والنفط موضوعه طويل سواء من الناحية الاقتصادية او السياسية او حتى الاجتماعية
اشكرك مرة اخرى استاذي

neo
شكرا على الاطراء
اخذ راحتك بالنشر نيو

غيرمعرف
الله يقويك وسعيد جدا بوجودك هنا

AyyA يقول...

شكرا راعي تنكر، هذا من افضل ما قرآت عن موضوع الاقتصاد العالمي و المحلي حتي الان

جبهة التهييس الشعبية يقول...

"الاقتصاد الكويتي تمت صياغته على ايدي تجار انتهازيين محترفين قد اقتبسوا من الاشتراكية والرأسمالية ما يناسبهم وما يحطم كاهل المواطن البسيط."

ايه ده؟ برضه؟ زينا برضه؟ هو ده نظام الاقتصاد العربي وللا ايه؟
:)
بس احنا عندنا في لم الضرايب من المواطنين الجربانين اللي هم مش رجال اعمال حرامية محترمين احنا اشتراكيين
وفي التسهيلات لرجال الاعمال الحرامية المحترمين احنا رأسماليين وما بيدفعوش ضرايب
طب ضرايبنا بتروح فين؟ المفروض يعني تروح للخدمات بوصفها بقى بتتلم بشكل اشتراكي
لا
مافيش خدمات على اساس ان الدولة رأسمالية
طب بتروح فين؟
عيب تسأل الاسئلة دي؟ هو احنا بينا فلوس برضه؟ احنا بنشتري رجالة

بخصوص الاقتصاد الاسسلامي
بص انا ليا وجهة نظر متواضعة ارجو ان يتسع صدرك ليها
هو مافيش حاجة اسمها اقتصاد اسلامي بالمعنى الاقتصادي العلمي
لكن فيه حاجة اسمها محظورات اسلامية بصرف النظر عن اختيارك انت للنظام الاقتصادي بتاعك

يعني سواء انت رأسمالي او اشتراكي مدام مسلم يبقى لازم تلتزم بعدة اشياء
اهمها تحريم الربا، وجود نسبة معينة للربح لا تزيد عن اربعين في المائة، تجنب احتكار السلع، وطبعا وقبل كل شيء: اذا جاع احد المسلمين فلا مال لاحد
بمعنى انه حتى لو ح يبقى فيه تفاوت في الدخول لكن فيه حد اقصى لاعلى دخل وحد ادنى لاقل دخل

والاديان بشكل عام، والاسلام بشكل خاص، مش بيحطوا نظم اقتصادية او سياسية او مناهج بحث علمية لكن بيحطوا اخلاقيات وقيم ومبادئ يجب لاتباع هذه الديانة الالتزام بها وهم بيصرفوا شئون دنياهم

صحيح مافيش حاجة اسمها اقتصاد اسلامي ولا نظام سياسي اسلامي محدد
لكن برضه مافيش حاجة اسمها الدين مالوش علاقة بالاقتصاد والسياسة
لا له علاقة بانه بيضح القيم الاخلاقية اللي بتحكم النظم دي

ما يسمى بالاقتصاد الاسلامي الحالي الحقيقة لم يلتزم باخلاقيات الاسلام خالص
لانه انضم للنظام الاقتصادي العالمي اللي قائم على النصب والربا ونسب الربح العالية جدا اللي احيانا تصل الى 200 في المائة

يعني بالله عليك ربح 200 بالمائة ده اسمه ايه غير سرقة؟
ده غير ان البنوك الاسلامية بتتعامل بنفس النقد اللي مالوش غطاء من الدهب غير عشرة في المية بس، وبيتعاملو بالفايدة، وبيتعاملوا بنسب ربح عالية واللي في الاخر تؤدي الى تجويع الفقراء وازدياد الاغنياء غنى

والمفروض ان الرسول صلى الله عليه وسلم جه عشان يأخذ من الغني للفقير وينتصر للضعيف من القوي

ازاي ده يحصل؟ ده شغلنا احنا بقى ودنيانا اللي احنا نصرفها زي ما احنا عايزين في اطار المفهوم الاخلاقي اللي احنا ملتزمين بيه
هل ح تاخد من الغني للفقير بمعنى انك تعمل تسهيلات استثمارية في مقابل ان المستثمرين يقدموا خدمات ويلتزموا بده للدولة زي ما بيحصل في امريكا اللي ان شاء الله تقع بقى وتخلصنا؟

هل ح تاخد من الغني للفقير بمعنى تأميم الشركات والاستثمارات الكبرى وتحكم الدولة في الثروة وعدم السماح الا للمشاريع الصغيرة بس وتاخد ضرايب تصرف بيها على كل المواطنين؟

انت حر ده شأنك وشأن دنياك
المهم انك لا تبقى مرابي ولا تبقى ظالم ولا تبقى حرامي

ده ظني والله اعلم
:)
انا باحب مدونتك قوي على فكرة

جبهة التهييس الشعبية يقول...

ملحوظة تانية معلش انا رغاية: انا افضل النظام الاشتراكي لانه يحفظ ماء وجه الانسان اكثر
الرأسمالية والتبرعات فيها اهانة للانسان
وكمان بتفتح الباب للسرقات والتحايل على الاخلاقيات اكثر

جبهة التهييس الشعبية يقول...

انا كتبت عن مدونتك عندي
:)

Ahmed Kamal يقول...

عزيزي أعجبتني مدونتك بالرغم من اختلافي مع بعض أفكارك ، و لكنني وجدت فيما تكتب جدة و جدية ، فتحياتي لك .

بالمناسبة أنا متفق مع ملحوظات نوارة في التعليق الطويل :)

اقصوصه يقول...

الحمدلله اني ما افهم وايد فالاقتصاد

واعتبر هالشي نعمه من عند الله لي

مافيني على هالسوالف وحشرتها

خلني مريحه راسي :)

راعي تنكر يقول...

ayya
شهادة اعتز بها
شكرا عزيزتي

جبهة التهييس الشعبية
قوميين حتى في تخلفنا وفسادنا :P
لووول اصلا الفلوس وسخة
وبالنسبة لاشكالية الاقتصاد الاسلامي وعدم صحة هذا المصطلح فانا اتفق معك جملة وتفصيلا
ومن ناحية الرغي ارغي زي منتي عايزة
المدونة مفتوح للرغي المطلق :P
وحبتك العافية واشكرك على الاعلان غير مدفوع الاجر
حسستيني ان الدنيا لسه بخير :P
مشكورة عزيزتي وتمنياتي الحارة من الكويت بالتوفيق والسداد لأحرار مصر

أحمد كمال
نورتنا والله وزارتنا البركة
وسأسعد جدا بالنقاش والاختلاف معك عزيزي

اقصوصة
سعيد بوجودك
وارتاحي على كيفج
تبين الصج اعتقد افضل لج

بوشملان يقول...

العزيز راعي تنكر

اعتقدان الاقتصادالاسامي يقوووم على الحرية الاقتصادية بضوابط !!
يعني مقارب له

الامر الاخر ابي تعليقك على

صالح الملا يتخلى عن مبادئه

وكما عودنا الليبراليين على الغاية تبرر ابو الوسيله

وشعارهم في ذلك

!!!! الجمهور عاوز كده

ياريت تشرفني بتعليقك


http://m3m3ah.blogspot.com/
وشكرا

mowa6en يقول...

مشكلة المشاكل تكمن في حال المزج في ما لا يقبل المزج .
أي أن النظم سواء كانت الاقتصادية او السياسية تقوم على اساس شمولية التطبيق من غير اختزال احدى اطرافها لسبب او لآخر .

خذ مثلا ، لا يمكن الاعتداد بالديموقراطية في حال وجود شعب ثلثيه من الطبقة الامية والسبب يرجع الى كون الديموقراطيه تحاكي صحة اختيار المجتمع وليس فقط قيامهم بدورهم

قس هذا المثال على كلامك العقلاني الذي طرحته في حالة الكويت القائمة على نظرية المزج في النظام الاقتصادي .

طبعا انا لا اتكلم من منطلق أن الانظمة اثنان فقط وهم الرأسمالية والاشتراكية ، ولكن قد نجمع ما بينهم في حال حافظنا على روح النظام ومع التطبيق الصحيح وغير المعوج ولا المحابي لطبقة على أخرى

....
أول لزيارة لمدونك يا راعي التنكر والصراحة أعجبني فكرك ولغتك

تحياتي

غير معرف يقول...

are you khalied al?ory?

غير معرف يقول...

اتمن لو فعلا قرات عن ماهية النظام الإقتصادي والاسلامي وفلسفة المال في الإسلام ، ومناقشة هالنظام علميا .

لأن وصفة بأنه ليبرالي بس بلحية سودة طويله ، لا يعتبر إضافة للموضوع .

ترى في ناس بالطرف الثاني كتبوا كتابات يقولون : أن النظام المالي الاشتراكي هو نظام اسلامي !!


إقصاء الآخر بالمرة مو شي حلو خاصة وإنت ما تملك إلا هالتنكر فشلون لو كنت صاحب بنك ؟! :)

Mozart يقول...

انهيار الاقتصاد متعمد و مقصود ووراءه مؤامره

غير معرف يقول...

العزيز راعي تنكر

موضوع ممتاز .. ورأي سديد بواقع الاقتصاد الكويتي المتهالك ...

كلامك أكثر من رائع والله .. و أحييك من كل قلبي على هذا التحليل الصريح لواقع اقتصاديات ديرتنا ...

و ياريت أحد يتعظ !!!!

صحيح احنا ما عندنا تجار حقيقين ولا يمتون بتجارتهم للتجارة بصله..

موضوعك جميل و طويل في المضمون .. والمناقشة فيه تأخذ وقت و جهد كبير .. والامثله عليه كثيرة ..

اختصرته يا استاذ برشاقة متناهية .. احييك عليها .. وعلى الرغم من ذلك فقد حافظت على مضمون الرساله ..

دمت بخير وسلام